سَكَنَ القَمَرْ

سَكَنَ القَمَرْ
هَمَسَ الشجرْ
يَسري الحبيبُ المُنتظرْ
تأتي بِلحنِ جمالها
الآن قد بدأَ السمَرْ

تِلك الحبيبةُ قد دَنَتْ
مِنّي بِقُربي فاستوتْ
صَمَتَ الوجودُ ترقّباً
حتى ابتسامتها بَدَتْ

عَبَقٌ صَدَرْ
فَرَحٌ بَدَرْ
غنّى النسيمُ على الزَّهَرْ
دِفْئٌ يُحيطُ كيانها
والنورَ يعْشَقُهُ البَصَرْ

بَدَأَ الكلامُ وكيفما
صِيغَ الكلامُ مُنَغّما
مِثْلَ الخَريرِ عُذوبةً
فاقَ الكريمُ تَكَرُّما

غَيمٌ عَبَرْ
نَجْمٌ ظَهَرْ
تَغْريدُ طيرٍ مُبْتَكَرْ
فالكونُ يَرقصُ حولنا
والحبُّ مسرورٌ بَشِرْ

الشرقُ شَعَّ تورُّدا
والليلُ راحَ تبدُّدا
آنَ الأوانُ لِنَفْتَرقْ
ليتَ اللقاءَ تجدَّدا

The Good User


A thought experiment:

Two houses sit side by side on a suburban street. They are around the same size and include the same number of rooms that host the same functions. But, they are designed very differently. If a family, having first lived in one of the houses and then in the second, concluded that the design of the second house, unlike the first, made their lives more efficient, helped strengthen their familial bonds, and simply made them happy, which house is better designed?

Assuming we can agree that, at least for this particular family, the design of the second house is clearly superior to the first, let us continue:

Imagine another family, of the same size as the first, and generally having similar spatial needs, also living in both houses for a short period. The difference is that this family fell in love with both houses, claiming that although they are different, the designs of both houses provided them with cherished moments of closeness and everlasting memories of love. Both houses, they passionately insisted, made them happy. If that was the case, which family is the better user of architecture?

I expect this question might not make sense at first, so let me clarify. First, the ‘families’ here represent all users of architecture, especially architects. Second, the word ‘better’ does not refer to a superiority in worth, morality, or intellect, but is based on the belief (my own) that using architecture is a skill (just like designing architecture or playing the piano), and that some are better at it than others. Third, ‘using architecture’ is understood here in a broad sense that includes physically interacting with buildings, but also the consumption of architectural media including its discourse, imagery, and more.

Back to the thought experiment: I suggest that the second family is the better user of architecture because they were able to extract more value and personal happiness from the houses than the first family. Just like a building that is able to successfully serve more users (not in terms of capacity or size, but in its inclusivity of a wider spectrum of people and their varying needs) is a better building, a user that is able to understand, appreciate, and exploit more architecture is a better user.

This is not a call to shift the responsibility from designers to users, to abandon criticism, or to tolerate mediocrity in design. Rather, it is a reminder to be generous, thoughtful, and even kind in our ‘using’ of architecture. Architecture culture can often be negative. Whether in school or in the profession, it is a common occurrence to witness architects who revel in tearing down others’ work, so transparently building their own self-esteem using the debris they created. This unhealthy inclination to race one another in pointing out what is lacking is anything but a sign of sophistication. To articulate what is valuable in a design often requires more creativity and perception than to identify the faults. The good architect does not only designs good architecture, but is a good user of architecture as well.

Apples and Oranges


Only apples can be paired
Not random pairs of fruit
For if to mix and match you dared
You show yourself a brute

What silly sight would be to sit
An apple side by side
An orange and compare the two
Ignoring their divide

An apple is a thing of red
Or yellow still or green
An orange as its name is read
Is not but orange seen

So spoke the man bespectacled
And mesmerized the crowd
His reason seemed perfectacled
As he before us bowed

But still the talk was yet to end
One bold among us stood
And said aloud we must upend
This nonsense if we could

Beware a man who sees the world
As but a band of hues
And thinks a crime it is to wear
Mismatching pairs of shoes

A thing is not itself because
It fits in with its peers
But only when to them its pose
Differently appears

صناعة النفس

عَرَفَ طريقه إلى البرج دون الحاجة للعنوان. كلُّ ما كان على الأستاذ أن يفعله هو توجيه بصره إلى ما فوق أبنية مدينة الإبتكار المنخفضة ليرى برجاً واحد يرتفع فوق ما حوله. أصبح لَمَعان واجهات البرج المتموّجة بوصلته والهدف. ركن سيارته عند أقدام أعمدة البرج الفولاذية التي غُرست أساستها عميقاً في الأرض وثقبت رؤوسها السماء. نزل من السيارة و نظر إلى البرج بتمعن: لاحظ أن زجاج البرج ذو طبيعة متقلبة: فهو يظهر شفافاً من بعض الزوايا ليصبح كل ما يدور في طوابق البرج الأربعين مكشوفاً للشارع ولكن يمكن لأي تغيير لزاوية الرؤية أن يقلب شفافيته إلى أسطح فضية عاكسة تمنع الرؤية تماماً. رغم ذلك فإن واجهات البرج المطوية تكون خليط من الشفافية والإنعكاس (الظهور و الإختباء) من أغلب الزوايا.

دخل الأستاذ من البوابة الرئيسية ووقف وسط ردهة الإستقبال. كانت الصالة مرتفعة السقف وبسيطة التصميم. من جنبيه مقاعد موزعة لتكوين جلسات مستديرة لها طابع عصري ويغلب على صنعتها المعادن و الجلود. لكن ما جذب انتباهه كانت اللوحتان المعلقتان على الحائطين الرماديين خلف الجلسات. كلتا اللوحتين كانت انفجار من الألوان الفاقعة بعضها ينتشر بعنفوان وبعضها يتقلص ليصبح خطوط رفيعة. كانت الألوان تسبح دون أن تتحرك فشكّ الأستاذ بكونها ثلاثية الأبعاد رغم استقامة سطحي اللوحتين. عندما دقق النظر اكتشف أن أحد اللوحتين تمثل شبكة معقدة من الخلايا العصبية للدماغ. أما اللوحة الأخرى فكانت لشريحة إلكترونية تتشابك فيها المسارات الكهربائية. قبل أن يتمكن من التدقيق أكثر لكشف أسرار اللوحتين سمع صوت جهوري يملأه المرح:

- أهلاً بك يا أستاذ!

تقدم نحوه رجل في أول الخمسينيات من عمره قصير القامة وممتلئ الجسد. عرف الأستاذ أنه بو سالم الرجل الذي جاء ليقابله. أكمل بو سالم كلامه بعد أن صافح الأستاذ بحرارة وربت على كتفه بِوِد كأنه يستقبل صديق قديم:

- كما تعرف يا أستاذ أنا المسؤول على تشغيل هذا البرج وبالخصوص إدارة الأعمال اليومية لفريق الروبوتات الذي يعمل هنا. لدينا حالياً أكثر من عشرة روبوتات تقوم بأعمال متنوعة منها استقبال السكان والزوار والتنظيف والطبخ وإصلاح الأعطال الميكانيكية وغير ذلك. أنا متأكد من أن أستاذ متميز في مجال الروبوت مثل حضرتك سينبهر بالتقدم التكنولوجي الذي حققناه في هذا البرج. كما أنني سعيد لأني سأتعاون معك كمستشار من خلال عملك في الجامعة. كما تعرف هذا البرج تملكه الجامعة وتشغله كسكن لأساتذتها ومختبر لتجربة أحدث التقنيات الروبوتية التي تطورها.

لم يستطع الأستاذ أن ينطق بأكثر من "شكراً لك يا بو سالم..." حتى استمر بو سالم حديثه المندفع:

- هيا تعال إلى طاولة الإستقبال لترى بعينك ما أتحدث عنه.

بعد أول خطوتين مشياهما نحو طاولة الإستقبال تدارك بو سالم تسرعه فقال ووجهه (المنحصر بين حاجبين عريضين و لحية كثيفة) يُظهر جرعة مبالغة من الندم:

- يا لقلّة أدبي! نسيت أن أسألك عن أحوالك! كيف كانت رحلتك إلى هنا؟

- لا داعي للإعتذار! في الحقيقة كانت الرحلة طويلة ومتعبة. لا أخفي عليك أنني الآن أعاني من صداع خفيف وأفكاري ملخبطة نوعاً ما خاصة و أنه يبدو أن كل شيء في هذا البرج يستحق الدراسة و التدقيق. بينما أشعر كأنني استيقظت للتو من نوم عميق!

تطلع إليه بو سالم بتعاطف وقال:

- سمعت هذه الكلمات ينطقها كثير ممن جاءوا إلى هذا البرج بعد سفر طويل. ولكني أبشّرك بأن حالتهم انقلبت إلى الأفضل بعد أن استقروا هنا ليوم أو يومين.

قال تلك الجملة الأخيرة و قد عادت ملامحه من الجدية إلى المرح. ثم أشار بيده إلى الشابين الوسيمين الجالسين وراء طاولة الإستقبال وكانا قد وصلا إليها. نظر إليهما الأستاذ فأحس بشعور غريب عندما أدارا وجهاهما ببطء حتى صارا ينظران في عينه مباشرة. صرّح بو سالم بفخر:

- هذا سالم ب و هذه عبير أ. هما روبوتان قد تم تطويرهما في الجامعة قبل عدة سنوات وما زالا يخدمان السكان والزوار على أكمل وجه ودون أي خلل. لقد صُمّما لهذه المهمة خصيصاً فكما تلاحظ ليس لهما أرجل بل إنهما مثبتان على المقاعد.

كان الأستاذ ينظر إليهم بتعجب وهو يسمع شرح بو سالم. ما زاد من ارتباكه هو أن الروبوتان لم يرمشا أو يتوقفا عن التحديق في عينيه طوال تلك الفترة. قال الأستاذ بعد أن جمع أفكاره:

- لم أكن أعلم أن مختبر الروبوتات في الجامعة قد وصل إلى هذه الدرجة من التطور! يبدوا أن عليّ تعلم الكثير قبل أن أستطيع التدريس هناك. هل يتكلمان؟

- بالطبع! ولكن يجب عليك أن توجه الكلام إليهما مباشرة. مثلاً: سالم ب و عبير أ هل بإمكانكما إخباري رقم الطابق والشقة التي حُجزت للأستاذ؟

التفت وجها الروبوتان ببطء نحو بو سالم حتى صارا يحدقان في عينيه ثم تحركت شفاهمما بحركات وسرعة متطابقة وصدر صوتهما يقول:

- شقة الأستاذ في الطابق السابع والثلاثين ورقم الشقة اثنا عشر.

- شكراً جزيلاً.

تبدّلت ملامح الأستاذ من التعجّب إلى الإنعجاب. لاحظ ذلك بو سالم فقرر أن ينتهز الفرصة:

- إذا كانا هذان الروبوتان قد أعجباك فإنك ستسعد أكثر لما سأريك إياه لاحقاً. فهذان الروبوتان ما هما إلا جزء بسيط من النظام الأوتوماتيكي المشغّل لهذا البرج. كل أجزاء البرج والروبوتات العاملة فيه تدار من قبل حواسيب ذكية بشكل موحد حتى أن البرج وكل من فيه يمكن اعتباره كيان واحد.

ثم أشار بيده حول ردهة الإستقبال مركزاً على نقطٍ حمر وجدت في أغلب الزوايا وعلى الأعمدة الرخامية السوداء وعلى تضاريس السقف المتعرجة. قال وهو يبتسم:

- أترا كل تلك العدسات؟ إنها تراقب كل ما يحصل في هذا البرج وتروي بتلك المعلومات الحواسيب الذكية التي بدورها تقوم بإدارة البرج بفاعلية شبه كاملة. تعال لنذهب إلى المصاعد لأريك شقتك.

مشى بو سالم وسار وراءه الأستاذ وهو يتلفّت ليعد العدسات المُراقِبة فلم يستطع أن يحصيها كلها ولكنه أدرك أنها في كل لحظة تصوره من جميع الاتجاهات. أخذ يسرع من خطواته ليلحق ببو سالم.

- وماذا عن الخصوصية يا بو سالم؟ كيف للمرء أن يشعر بالراحة في شقته إذا عرف أنه مراقب؟

- لا تقلق يا أستاذ. نحن حريصون على الخصوصية ولذلك فإن كل المعلومات والصور التي يتم جمعها تظل مشفّرة وليس لأحد سوى الحواسيب الإطلاع عليها وذلك لا يكون إلا لخدمة السكان. تذكر أن للروبوتات أشكال إنسانية و لكنها في النهاية برمجات رقمية لا تعرف العاطفة أو الخجل أو حتى معنى الخصوصية. كل ما تفعله هو لخدمة البشر لأنها بُرمجت لذلك الغرض.

كانا قد وصلا إلى زاوية المصاعد. استدار بو سالم وابتسم للأستاذ وعيناه تبرقان بمكر ثم قال:

- إلا إذا كنت تعتقد أن للروبوتات عواطف وأفكار مثل الإنسان وأنها تستحق أن نخجل من مراقبتها لنا؟

- لا أنا لا أعتقد ذلك. ولكنني ما زلت غير مرتاح من كوني تحت المراقبة.

- ستتعوَّد!

قال بو سالم تلك الكلمة الصادمة وضحك بصوت عالي ويديه الكبيرتين تمسكان بكرشه المهتز. ثم توجه إلى لوحة المصاعد التي لم يكن عليها غير واحدة من تلك العدسات المحاطة بعدد من النقط الضوئية الحمراء. ما أن وقف أمام العدسة حتى تحركت على الشريط العامودي التي كانت مثبتة عليه لتكون أمام عينيه مباشرة. بعد لحظة تحولت الإضاءة الحماء إلى خضراء وفتح باب أحد المصاعد وسُمع صوت يقول:

- إلى الطابق السابع والثلاثين.

دخلا المصعد وأغلق الباب بصوت خافت يشبه الهمس. سأل الأستاذ:

- كيف عرف المصعد إلى أي طابق كنا نريد الصعود إليه؟

ابتسم بو سالم بدراية فعرف الأستاذ أنه تعمَّد عدم شرح المسألة من قَبل حتى يتلذذ بالجواب على السؤال الذي تأكد أنه سيأتي لا محالة.

- إن هذه العدسات بإمكانها إذا ما وقفنا بقربها و نظرنا إليها أن تقرأ أفكارنا البسيطة. كل ما كان علي فعله هو التحديق بالعدسة والتفكير بالرقم سبعة وثلاثين.

- عجيب!

أخذ المصعد بالإرتقاء بكل سلاسة وكأنه يطفو على غيمة. كانت أرضية المصعد وسقفه عبارة عن ألواح معدنية فضية لامعة. أما الحوائط فقد استحوذت على انتباه الأستاذ بمادتها المتقلبة. فكانت تسبح على سطح الحوائط بقع هلامية تتحول من مرآة مغبشة إلى زجاج شفاف. لعدة لحظات يرى الأستاذ وجهه المشوَّش منعكس على المرآة فيحاول التدقيق فيه كأنه يكتشف ملامحه للمرة الأولى ولكن تحوّل المرآة إلى زجاج شفاف يمنعه من ذلك. حينها يرى ما وراء زجاج المصعد من فضاء شاسع يحتوي على "عقل" البرج (كما عبر عنه بو سالم لاحقاً) وهو عبارة عن حواسيب عملاقة ترقص عليها الأضواء وأسلاك شائكة وأنابيب ضخمة متداخلة بتعقيد.

راقب بو سالم استغراب الأستاذ فظن أنه انبهر بما رأى وراء زجاج المصعد من تطور تكنولوجي واضح. ولكن في الحقيقة كان استغراب الأستاذ راجع إلى تلك اللحظات الخاطفة التي لمح فيها انعكاسه فلم يعرف فيها نفسه!

فُتح باب المصعد وخرجا إلى ممر ملتوي ذو إضاءة خافتة. كانت أرضية الممر و سقفه مغطان بسجاد رمادي متين امتص خطواتهم دون الإفلات بأي صوت. أما الحوائط فقد لُصِق عليها ورق أسود رُسمت عليه أشكال هندسية عبر نتوءات دقيقة لا تلاحَظ إلا عند اللمس أو عندما ينعكس عليها النور بزاوية معينة. أبواب الشقق كانت رمادية وفي وسط كلٌ منها عدسة بنقاطها الحمر.

لم يعكر الهدوء السائد سوى صوت مكنسة كهربائية سمعاها ولم يريا مصدرها نتيجة التواء الممر. بعد عدد من خطوات حينما وصلا منتصف الممر رأيا عاملة نظافة تقوم بكنس الممر بسرعة مذهلة كأنها ترقص بحماسة و دقة. قال بو سالم عندما وقفا خلفها:

- أهلاً بكِ يا عبير ن.

توقفت عبير ن عن العمل والتفتت متوجهة لبو سالم. لاحظ الأستاذ أن ملامح وجهها متطابقة مع عبير أ التي التقياها عند طاولة الإستقبال. الفرق كان في تسريحة الشعر وكون عبير ن تمتلك رجلان تقف عليهما.

- أهلاً بكَ يا بو سالم.

قالت ذلك عبير ن و توقفت في مكانها كالدمية محدقة في عيني بو سالم دون أن تصدر منها أية حركة إضافية أو نَفَس وكأن الزمن توقف عندها بينما استمر بالنبض لغيرها. سأل الأستاذ:

- أجميع الروبوتات لهم وجوه و أجسام متشابهة؟

- نعم. وذلك القرار أتّخذ من الجامعة لتسهيل تعرف الناس على الروبوتات. لدينا شكلان للوجوه: سالم الذي يشبه الذكور وعبير التي تشبه الإناث. رغم أن ذلك إختلاف سطحي فالأجهزة المحركة والتقنيات المطورة للتحكم بالروبوتات لا تختلف بينهما. حتى الصوت كما يجب أنك لاحظت لا يختلف بين السوالم و العبائر.

- كم باهتة ومُحْبِطة ستكون الحياة لو أننا كنا متشابهين في الشكل والمضمون!

قال الأستاذ ذلك وهو ينظر إلى عبير ن بشفقة. ارتبك بو سالم لهذا التحول في المزاج من المباهات بالتطور التكنولوجي إلى التفكّر الفلسفي ولكنه تماسك نفسه وحاول أن يعيد المزاج كما كان فقال مبتسماً:

- إذن فمن المناسب أن تكون الروبوتات لا تشعر بالإحباط! أليس كذلك يا أستاذ؟ دعك من هذه الأفكار الكئيبة وتعال لأريك شقتك الجديدة.

مشيا بضع خطوات حتى وصلا إلى بابٍ كُتب عليه الرقم إثنا عشر. لوّح بو سالم فعرف الأستاذ أن عليه أن يقف أمام الباب و ينظر في العدسة. صعدت العدسة تسلقاً على شريطها العامودي حتى صارت أمام عينيه. بعد لحظة تحولت النقط الحمر حول العدسة إلى اللون الأزرق و فتح الباب. فجأة هجمت عليه وعلى الممر من خلفه أشعة الشمس المتوهجة فشتتت ظلمة الممر وأغرمته على حماية عينيه بيده اليمنى. دخل الشقة وعبر الممر حتى وصل إلى الصالة. استغرقت عينيه عدة لحظات للتأقلم على النور الساطع من نوافذ الصالة الكبيرة. عندها استطاع الأستاذ أن يتأمل الشقة ويكتشفها بعينيه الفضوليتين.

جميع ما في الشقة من أسطح و قطع أثاث كان باللون أبيض. ذلك البياض الكامل تشرّب نور الشمس بِنَهَم وأعاد بثّه في الهواء المشتعل. كلما أطال الأستاذ النظر كلما شعر أن الهواء من حوله سيذوب وأن الأثاث سيتفتت إلى غبار من ضوء. كان يعيش إحساس الحُلُم.

شعر أن عينيه ترى كل شيء بوضوح لم يعرفه من قبل: أقمشة المقاعد وعروق الرخام وملاسة الحديد وألياف الخشب. حتى الأصوات كانت ترن في أذنية بدقة. كل خطوة مشاها باتجاه النافذة كان يسمع تفاصيلها وكأن صداها متجسد أمام عينيه بكل تعرجات موجاته. وقف عند النافذة التي غطّت مع أخواتها أحد الحوائط بالكامل فرأى مدينة الإبتكار ممتدة من تحته وبعدها حرم الجامعة.

تركه بو سالم لبعض الوقت كي تأخذ عيناه الوقت الكافي لاستيعاب المكان والمنظر. ثم سأل أخيراً:

- ما رأيك في الشقة يا أستاذ؟

فكر الأستاذ ثم تنطّق كلماته بتردد دون أن يلتفت.

- إنها جميلة. أجمل مما توقعت. ولكنني أشعر بشيء غريب كأن أفكاري تلخبطت وتغير تربيبها. كأنني أتذكر المستقبل وأنتظر الماضي. لا أعرف كيف أشرح لك ولكن صداعي الذي كنت أعانيه من مشقة السفر قد تحول من مجرد ألم إلى حركات تلعب في أفكاري.

صمت قليلاً ثم التفت ليتفحص الشقة حتى أوقف عينيه لتلاقيا عيني بو سالم المنتبه. ثم أكمل كلامه:

- لدي سؤال غريب. أشعر أنني عشت في هذه الشقة من قبل. أشعر أنني لو ذهبت إلى محلات الأثاث لن أشتري غير هذه القطع ولن أختار غير اللون الأبيض. هل وضعتم هذا الأثاث هنا من أجلي خصّيصاً أم أنه متكرر في جميع الشقق؟

رفع بو سالم حاجبيه بإعجاب كأن دقة وصف الأستاذ قد فاجأته.

- شعورك صادق يا أستاذ ولكن الموضوع يحتاج شرح. فنحن وضعنا الأثاث هنا لأنك أنت الذي اخترته قبل أن تأتي إلينا وإنْ لم تتذكر ذلك. في الوقت نفسه هذا الأثاث متكرر في عدد من الشقق الأخرى.

- لم أفهم.

- تعال وانظر من هنا وستفهم.

قال ذلك بو سالم و أشار إلى المرآة التي تحتل جزء من الحائط عند مدخل الشقة. لم يكن الأستاذ قد لحظ المرآة عند دخوله لدهشته بسطوع النور الذي أعماه عن كل شيء سواه. تقدم الأستاذ نحو المرآة بخطوات بطيئة. نظر فيها فلم يجد نفسه. وجد سالمٌ واقف في مكانه ويرتدي ملابسه. حرك يديه ليجد نفسه. لم تتحرك سوى يديّ السالم. كان ذاك هو، أما هو هو فلم يكن موجود.

اشتد الصداع بين أذنيه كأنما أجراس نحاسية تقرع حوائط جمجمته. أمسك نفسه. حاول أن يعيد توازنه. لم يفهم شيء. كيف هو سالم بشكله ووجهه وطوله؟ أخذ يبحلق عينيه بتركيز مؤلم في صورته التي ليست هو.

حاول أن يتذكر من هو ومن أين أتى قبل أن يصل إلى البرج. حاول أن يتذكر طفولته. حاول أن يتذكر أشخاص أو مشاعر أو أحداث عرفها قبل مدينة الإبتكار والبرج. في كل تلك المحاولات فشل.

أخيراً ظهر بو سالم من خلف انعكاسه في المرآة و قال بنبرة حنونة كأنه أباً يستقبل ابنه بعد سفر طويل:

- أهلاً بك يا أستاذ سالم ع في بيتك. لقد انتظرت هذه اللحظة طويلاً و سأشرح لك كل شيء الآن...

قصة البيت عديم الممرات


قالوا له، ذلك الذي يبني بيته: تأكد من استغلال كل مترٍ من أرضك فكلما أوسعت من الغرف وأقصرت من الممرات كنت أنت الرابح. إعلم أن خريطة البيت حربٌ بين المساحات النافعة والمساحات المهدورة، وتكثر في هذه الحرب الخدع، فكم من تغيير في الخريطة ظاهره انتصار للفاعلية وحقيقته إضاعة للمساحة وخسارة للمال والمنفعة. عدوك الأشرس في حرب الإستغلال هذه هي الممرات، هي تظهر وجه الخدمة فتقول: أنا أربط بين أعضاء البيت وأجعل تنقلك بين غرفة وأخرى سهلاً ومريحاً، و لكن في الحقيقة الممرات أشبه بالأفاعي السامة، هي تلتوي على الخريطة و تأكل من مساحات كل غرفة تجاورها، هي أيضاً تبعد بين أطراف البيت فتسم الحياة العائلية وتقتل حميميَّتها. يا من يبني بيته إلغي كل ممر من خريطتك لتسعد.

راح ذلك المسكين بما تعبّأ من عداوة للممرات إلى مصمم البيت، فرمى الخرائط على الطاولة وعليها آثار شخبطات جنونية وقال: أريدك أن تقتلع كل ممر من هذه الخرائط فكما علمت للتو أن الممرات تشبه النباتات الشريرة، إذا لم تُقتلع فإنَّ جذورها تنتشر إلى كل زوايا البيت فتمتص المساحات و تفسد الفضاءات. فعل المصمم كما أُمر فصارت غرف البيت على الخريطة مربعات متلاصقة دون مساحات فاصلة مثل العتبات أو الردهات أو الممرات.

بعد انتهاء البناء صار من يدخل البيت يجد أن بابه الرئيسي يؤدي إلى وسط صالة الإستقبال مباشرة، والصالة متصلة بغرفة الطعام دون حاجز، ومن هناك بابٌ في وسطِ الحائط يفتح إلى المطبخ الرئيسي. الوضع مشابه في الطابق الأول حيث أن صالة المعيشة تحيطها عدة أبواب يؤدي كلٌ منها إلى غرفة نوم. خلا البيت من أي ممر و كان المسكين وعائلته المسكينة فخورين بذلك، فعندما دخلوا البيت أول مرة وقفوا وسط صالة المعيشة يوجهون ابتساماتهم في جميع الإتجاهات ويمتدحون ذكاء بعضهم البعض.

لم تطل مدة معيشتهم في البيت حتى بدأت المشاكل في الظهور. فكلما استضافت المسكينة صديقاتها في صالة الإستقبال ارتبكت حركة العائلة، فدخول المسكين والأولاد إلى البيت أو خروجهم منه إضطرَّهم إلى المرور عبر الصالة، مسبباً حرجاً لهم و إزعاجاً للضيوف. أما في الطابق الأول فقد اكتشفوا سريعاً أن أبواب غرف النوم المؤدية مباشرة إلى صالة المعيشة جعلت من انتقال الصوت أمراً لا يُحتمل حتى وإن كانت الأبواب مغلقة، فمن كان يقرأ في غرفة نومه يسمع مجريات الفلم المعروض على تلفزيون الصالة كأنه فيها، ومن كان في الصالة تصله أصواتٌ من كل الغرف، فمن هنا مشاجرة عبر اتصال هاتفي ومن هناك موسيقى شبابية صاخبة. صاروا يشعرون أنهم أقرب إلى بعضهم البعض مما ينبغي فما يفعله أحدهم يزعج الآخرين و من يتحرك في البيت يعرض خصوصية غيره للانتهاك.

حينئذٍ عرفوا أن جودة الخريطة المعمارية ليست قائمة على توسعة غرفها الرئيسية ولا على التخلص من الممرات، بل في مدى خدمة التصميم لحياة عائلية مريحة و صحية، وأن ذلك يتطلب وعي بمهمة كل عنصر معماري. فالممرات من الممكن استخدامها لترتيب الغرف بالشكل المثالي ووضع كلٌ منها على المسافة المناسبة من الغرف الأخرى، كذلك من خصائصها إيجاد مسارات ثانوية لتحرك سكان البيت حتى يحتفظ كلٌ منهم بخصوصيته. الأهم هو تعلم المساكين أن لكل قرار معماري نتائج كثيرة، بعضها واضح وأكثرها لا يكشفها إلا الزمن.

قصة الأسقف المرتفعة


قالوا له، ذلك الذي يبني بيته: إرفع أسقف بيتك قدر ما استطعت ففي ارتفاع السقف جمال للدار لا يعوضه عرضٌ و لا طول، كما أن في فضاء الارتفاع حرية للبدن ونزهة للعين ومسبح للروح، ألم تعلم أن صحة البيت مبنية على اثنين: نور الشمس و برودة الهواء، ولا من صفة للبيت تستقبل النور وتنعش الهواء كما يفعل ارتفاع الأسقف، يا من يبني بيته ارفع أسقفك لتسعد.

راح ذلك المسكين و خياله يرقص على نغمات ما سمع، وقال للبنّاء: إرفع أسقف بيتي قدر ما استطعت فكما عرفت للتو أن في ارتفاع الأسقف بركة للمسكن وخير للساكن. إستجاب البناء لما أُمر وصار يرفع من الأسقف أقصى ما تتحمل الأعمدة، حتى عندما اكتمل البناء كان البيت هو الأعلى في الحي.

في يوم الانتقال إلى البيت الجديد تجمَّع أهل الحي عند الباب ليباركوا للمسكين وعائلته المسكينة اكتمال هذا البيت الشاهق وليمدحوا ذكائه في التصميم. ابتهج المسكين بانعجاب الناس فبرزت ابتسامته طوال عملية نقل الأثاث من الشاحنة إلى باب البيت. ثم عرض الناس عليه أن يساعدوه في حمل الأثاث إلى طوابق البيت الثلاثة طمعاً منهم بالتمتع بمنظر الأسقف المرتفعة.

هنا بدأت حقيقة الأسقف بالانكشاف: لم يطل الوقت حتى تعب الناس من حمل الأثاث صعوداً على عتبات الدرج العديدة: الأسقف المرتفعة تؤدي إلى أدراج عميقة كأنها جبال عاتية عند الصعود ووديان سحيقة عند النزول. أُرهق الناس من تسلقهم المستمر وعلى ظهورهم ثقل الأثاث فكانت أعينهم تسابق أقدامهم في عد العتبات اللانهائية، حتى أنهم نسوا أن يرفعوا نظراتهم للأسقف المرتفعة.

بعد بضعة أشهر من الاستقرار في البيت الجديد ظهرت مشاكل أخرى سببها ارتفاع الأسقف، فكلما انطفأت لمبة أو سالت قطرات ماء من فتحات التكييف اطُّر المسكين لجلب أطول سلم وجده في السوق، فأصبحت عملية تغيير لمبة رحلة مرعبة و خطرة: يصعد السلم مرتجفاً و جميع أفراد عائلته المسكينة يتشبثون بأرجل السلم لمنعه من التأرجح والسقوط. عند وصوله إلى الأعلى يضطر إلى رفع كلتا يديه للفك و التركيب فيشعر أنه سيهوي إلى نهايته في أي لحظة، يحاول جهده منع عينيه من اكتشاف بعده عن الأرض و يلهي نفسه بهمسِ ما يتذكر من الآيات والأدعية.

في أول ليالي شهر رمضان لذلك العام فكر المسكين أن يصعد إلى السطح ليرى ما إذا كان ارتفاع البيت سيمكنه من رؤية الهلال. لهذه المهمة قرر أن يدعوا بعض جيرانه ذوي الخبرة، فكانوا خمسة عنما صعدوا السطح ساعةً قبل الغروب. سرعان ما وصلوا انبهروا جميعهم بجمال منظر الشمس المحترقة على نار الأفق و السماء المشتعلة حُمْرة و صُفْرة. بعد لحظة من التأمل الهادئ لاحظوا أنهم لم يكونوا وحدهم المنعجبون بذلك المنظر الخلاب، فالطيور كانت على امتداد الدرابزين وأنابيب المياه وآلات التكييف، بل و كان السطح مليء بالريش المبعثر والأعشاش المهجورة والبيض المكسور وأشياء أخرى! وقتها عرف المسكين أن الطيور تحب أن تقيم بيوتها على الأبنية المرتفعة، وأن لكل قرار معماري نتائج كثيرة، بعضها واضح وأكثرها لا يكشفها إلا الزمن.

الفضول (و) القاتل


أرميه بنظرة انزعاج كلما ضغط على زر الجرس، العَمل الذي يقوم به كل دقيقتين تقريباً، الجرس صوته عالي، يجرح الهدوء الذي هو ثالثنا في هذا المصعد و الذي تربطني به علاقة وثيقة. ها هو يسِلُّ إصبعه المرتجف مرة أخرى و يطعن به باتجاه الزر.

- هم عرفوا أن المصعد عالق، و سيخرجوننا بعد قليل، لا داعي للجرس. أقول له.

ينظر إليَّ بانفعال، هذه أول مرة نوجه حديثنا لبعض منذ توقف المصعد بين الطابقين الخامس و الرابع، كانت كل كلماتنا السابقة همسات للنفس.

- أنا مستعجل. 

أفكر قليلاً، أحاول أن أقرر ما إذا كنتُ أريد أن أتحدث مع هذا الرجل الخمسيني الأنيق، سكوتي سيقتل الحوار، في الحقيقة أنا لا أعرف كم ستطول عملية إصلاح المصعد، أقرر.

- ما الذي يجعلك مستعجلاً؟

يفاجئه سؤالي، يتمهَّل، يتنفس بعمق.

- لدي موعد في المحكمة.

أحاول أن أعرف ما إذا كان هو المتَّهم أم الشاهد أم المحامي أم القاضي من شكله ولِباسه، أعجز عن ذلك.

- ما القضية؟

يلتفت إليَّ باستغراب، متعجباً من وقاحة السؤال، لكنه يستسلم.

- يتهمونني بالقتل، أنا في هذا العمر بعد أن استقرَّت حياتي أخيراً يتهمونني بالقتل.

لسبب ما لا أشعر بالقلق كوني عالق في مصعد مع قاتل محتمَل، كل ما أشعر به هو الرغبة الجامحة لمعرفة المزيد.

- لا تبدو لي كقاتل.

يبتسم بحزن و يقول: شكراً، إذاً ماذا أبدو لك؟

- من الممكن أن تكون سارق أو غاسل محترف للأموال، و لكن ليس قاتل.

بعد لحظة من الصمت ينفجر ضاحكاً و يداه تلوحان في فضاء المصعد الصغير، نجاح نُكتتي يعطيني الجرأة للإستمرار.

- لكن قل لي بصدق و أعدك أنني لن أخبر الشرطة، هل أنت قاتل بالفعل؟

فجأة إنقلبت تعابير وجهه و تجهم بغضب، كَبت الكلمات التي كادت أن تخرج من فمه بصعوبة و أدار وجهه عني. بعد لحظة، عاد للضغط على زر الجرس باستعجال.

Scientific Travel Journal


ROAD March 2nd, 10:46 am

My seat is on the upper level, around five seats from the back and fourteen from the front. All the seats face forwards, in the direction we are moving in. They are arranged in rows flanking a central aisle, two on each side. My seat is the leftmost in its row. The repetition of seats is only interrupted when such events as bathrooms, baggage racks, doors, stairs, and the like interject.

The fabric upholstering of my seat, and all the other General Seating seats (as opposed to the seats in the front that have to be pre-booked for an extra fee; those are upholstered with blue leather-like material) is a spotty blue fabric, slightly lighter than a navy blue. Spilled across the blue are wavy lines of color: yellow, pink, dark blue, and light blue. At first, I thought of the lines as a Jackson Pollock impersonation, but they are too sparse and neat for that. Now, I think of them as lines a child would scribble when they are pretending / practicing to sign their name.

The floor is covered with vinyl. Its base color is grey with dots of white, black, and blue. The four walls are around five feet high. The bottom two are opaque, and the top three are transparent glass. There is vinyl lettering on the glass, some of which is stuck from the outside and some from the inside. The largest lettering stuck from the outside (which means in appears mirrored and hard to read from the inside) reads: Proudly transporting our valued passengers to more than 100 locations nationwide... and growing! On every window pane, from the inside, is stuck bold red lettering: EMERGENCY EXIT.

An impressive percentage of the roof is covered with skylights, running all the way from the back to the front.

These are the different sounds I can make out: the humming of the engine, the swooshing of air when we pass under a bridge, the rushing of air when we are overtaken by a car, the thumping when we roll over an expansion joint or deformity in the road, passengers video-calling their friends, faint musical beats from over-loud headphones, creaking bathroom door.

The movement of the space is hard to describe. There are at least three main layers of movement. The first is a low vibration caused by the engine that I can feel when I rest my head on the glass window (which is why sleeping in this position is impossible for me). The second is the swaying of space, left and right, up and down. This is caused by our maneuvering of the road’s curves. The third is the jerking caused by hitting an expansion joint or deformity in the road. What these movements make most apparent is the force of inertia that my body utilizes to resist them.

Road signs:

Every Child Begins The World Again

BETTER BUILDING BEGINS HERE

SERVICE AREA 2 MILES

SERVICE AREA 1 MILE

SERVICE AREA →

30 M.P.H.

COMPANY PICNICS @ FROGBRIDGE

Neves Jewelers

Say yes and we’ll do the rest

Turn your credits into a degree

DRIVE SAFELY

BUD LIGHT: 100% less corn syrup than Miller Light

EAT CLEAN BRO

COMMUTE LESS ACHIEVE MORE

Chicago: It would be criminal to miss it!


Truck Signs:

Shop Away!

Freshly cracked for a fresh start

Prime

BOLT FOR A BUCK

We’re all about food, We’re all about you


CAFÉ March 2nd, 1:26 pm

Looking out the window at a street crossing:

A. Hat with ear flaps, red and brown scarf, beige jacket, black pants.

B. Pink hat, black fur coat with buttons, beige pants, white shoes, walking stick.

C. blue beanie hat with orange stripe, green jacket, blue jeans, blue shoes with three white stripes.

D. Gray hoody, gray trainer pants, black Nike shoes.

E. Orange jacket, blue jeans.

F. Brown fringe coat, beige scarf, blue jeans, high black boots, Starbucks cup.

G. Baseball cap, orange jacket, spotty black pants, limp.

H. Black jacket, black pants, black shoes, Starbucks cup.

I. Pink jacket, red purse, blue jeans, high brown boots.

J. Gray jacket, gray hoody, gray beanie hat, striped white jeans, cigarette, slow walk.

K. White jacket with 3 stripes: yellow, red, navy blue, gray pants.


HALL March 2nd, 3:08 pm

The large hall with the high ceiling is punctured on both of its long walls with sizable clerestory windows with rounded tops.

The floor is covered with square orange ceramic tiles laid out on a grid at a forty-five degree angle from the rectilinear outline of the hall. Long rectangular tables fill most of the floor space. They are arranged parallel to the short walls of the hall. Each table has six chairs on each side, and four lamps on top. Stamped on the wooden surface of the table is the number of each seat. In front of me is the number 208. The bottom fifteen to eighteen feet of the hall’s walls are lined with wooden bookshelves (there wood is slightly darker than the wood of the tables and chairs). This height is divided into two levels: the ground level and a mezzanine concourse that circles around the edge of the hall. Above the bookshelves, the walls are clad with off-white stone. The stone is also used for the ornate cornice that divides the walls from the ceiling.

The ceiling is divided into three sections along the long walls of the hall. Each section is then divided into many smaller compartments with square, rectangular, and L-shaped outlines. These compartments are highly decorated with floral and vegetal shapes, repeating geometric patterns, and human figures. The colors of the ceiling are a muted gold, red, black and a desaturated light blue. In the center of each of the three sections of the ceiling is a painting of a sky: red, pink, orange, and gray clouds surround a patch of blue.

Hanging from the ceiling are eighteen Art Deco chandeliers. A single chain attached to the ceiling drops half the height of the chandelier and holds a small transitional metal disc. From this disc, six chains descend while moving away from each other until they reach a large metal disc (around five feet in diameter) that constitutes the main body of the chandelier. Around the bottom side of this disc, and the three smaller concentric discs hanging from it, are attached many bulging light bulbs.


GALLERY March 2nd, 5:35 pm

The gallery room is almost cubic. The floor is covered with wooden tiles. A bench occupies the center of the floor. It is where I am sitting. Two adjacent walls, of the room’s four, have an opening that leads to other galleries. Three materials cover the walls: gray wooden molding with simple decorative engravings at the bottom, purple paint in the middle (that’s where the paintings hang), and white paint at the top that curves and becomes the ceiling. Between the purple and white paint is a grey cornice that is the same color as the bottom molding. The center of the ceiling is covered with rectangular panels of frosted glass, behind which are directional spot lights.

The paintings are of different sizes, but they are all hung in golden frames. The subjects of the paintings are also different, yet they are all from nineteenth century Europe. The two largest paintings are by William Turner, and share a wall. One is of Venice (on the left), and the other of whalers (on the right).

The Whalers painting shows an injured whale in the left foreground, jaws ajar, blood spurting. In the middle ground center are three small boats struggling to keep their stability as they fight the turbulent waves, made more difficult by the whale’s thrashing tail. Behind the boats in the distant background, shrouded in mist, is a large whalers’ ship. The bottom quarter of the painting is ocean. The top three quarters is sky. The line between them is blurred, as are all other elements in the painting. Everything is hazy, both for terrible fear and violent rage.


CAFÉ March 3rd, 10:07 am

Looking out the window:

First building: Six stories. Ground floor has three entrances: VINOD PERFUMES, BURGER KING, and the entrance to the building’s lobby. The top five floors are covered with a curtain wall, alternating between rows of vertical rectangles of transparent glass and horizontal rectangles of bluish-green spandrel glass. Each row counts eleven panels across.

Second building: Twelve stories. Ground floor has two entrances: The Bread Factory Café and the entrance to the building’s lobby. While the ground floor is double-heighted, the second floor is one-and-a-half heighted. The top ten floors are regular heighted. Each of the top floors has five individual single-hung windows across. The building has a gray brick façade with simple Art Deco details. This style is most apparent in the elaborate roof parapet, the decorative depressed panels under each window, and the extruded window framing of the second floor.

There is a huge advertisement poster hanging from the mute side façade of the second building and directly over the first building.


CAFÉ March 3rd, 2:21 pm

The wall behind the main counter, from left to right and top to bottom:

Top shelf: Ten wooden boxes with a red and black image of a gorilla’s face on them, between the boxes are display ceramic cups sitting on cubic cardboard boxes, a bag (I presume of coffee beans) with the same image of the gorilla.

Middle shelf: Three display gift boxes with different gorilla-themed items (the red highlights of the boxes’ decorations are possibly linked to Valentine’s day), A wooden box same as the wooden boxes on the top shelf but with its lid (that has the image of the gorilla) sat on top of the box like a picture frame, a gray ceramic cup, another gift box, vinyl record sleeves (around one hundred and twenty, I would guess), glass and chrome brewing equipment, small glass cups for alcohol, white ceramic cups arranged according to their size, three hats with different styles and colors (I assume they are owned by the employees). 

Bottom shelf: Three plastic-wrapped giftable assortments of café-related items wrapped in red ribbons, twelve jars of loose-leaf teas with hand-written labels, two empty jars, two chrome tea pots, three glass pitchers, three ceramic cups with different colors and designs, what looks like a stack of paper, two cardboard boxes on top of each other (the top one is messily labelled: STICKERS), a group of ribbon rolls of different colors (including but not limited to: red, pink, and white), duct tape.

Note: the middle shelf is at least forty percent wider than the top and bottom shelves.


ROOM March 3rd, 9:57 pm

Hard surface materials: vertical slats of white wood wall cladding, vinyl flooring with wood pattern, black colored wooden door, dark green mosaic floor and wall cover (each around 1 cm square), white ceramic wall cover laid in a staggered arrangement (each around 7 cm square), clear glass, frosted glass, white wall paint, gray ceramic sink, white ceramic water closet, black steel door accessories (hinges, lock, handle, automatic closer), grey metal toilet sliding door...

Soft surface materials: white sheets, white towels, white paper towels, grey window curtain, green door curtain...

Equipment: flat tv, hair dryer, hand-held steamer, thermostat, fire alarm, smoke detector, heat detector, light switches, electric plugs, telephone...

Utilities: three spot lights, tube light, air supply vent, two air return vents, shower head, water tap, water closet...

Missing: bible.


LOUNGE March 4th, 9:58 am

The space is solid and void. The solid is a rectangular mezzanine floor with an opening in the middle connecting it with the lobby below. Above the opening is a skylight. From the skylight is hung, with hundreds of wires, an exploded sculpture of a bear. On three sides of the space is seating (where I am sitting); on the fourth side is the elevator lobby. Opposite the elevator lobby are three windows.

The void is full of music:

“...believe us... yeah... somebody famous for you... [new song]... all might... morning time... in all the... getting through... without you I don’t know what I’d do, girl... I stay by your side... I’m yours, I’m yours, I’m yours... [new song]... you want... if you try... don’t let the... I can give you... [new song]... we lose... wondering why we... we could be the greatest, we could be the greatest... what could bring bad luck... from the outside... everybody must be wondering why we tried... wreaking ball... maybe in the wildest moments... [new song]... to the only... your intent... believe in trust... discovering... all I had was wishful thinking... place your... usual... I was so dependent... under your influence... but if it makes you happy... let you have the final say... [new song]... I don’t know what to do... by your side... that’s true... I won’t be the one that’s by your side... [new song]... handshake... love... I can... watching the door...”


RAMP March 4th, 1:03 pm

I’m sitting on a gently bending gray fabric bench. The bench sits on the ramp, between the main passageway of the visitors and the balustrade. Beyond the balustrade is the rotunda, to which I have turned by back. To my right, the ramp turns and slides downwards. To my left, the ramp turns and hikes upwards. The wall in front of me is used to hang paintings. It is divided into sections by large structural fins. In each section, there is a square painting with a black base and a white circle in its middle. Each sections has various other paintings too.

There are also elevators, a gift store, circular skylights, directional light, strollers, tank tops, blue paint, carts, white shoes, tote bags, expansion joints, signage, art descriptions, round columns, a metropolitan buzz, a child screaming, and a gold water fountain.


LOUNGE March 4th, 6:54 pm

Three menus, a small orange glass cup with a candle inside, green glass cup filled with cold water, steel mini milk pitcher, ceramic cup (white inside and black outside) with tea with milk inside, its sitting on a black napkin, ceramic saucer (black topside and white underside) holding a used tea bag, metal spoon, phone, wallet, hand holding black fountain pen with green ink cartridge, elbow clothed in blue fabric, fountain pen cap, notebook.

These are the things on the tabletop.


ROAD March 4th, 7:43 pm

My seat is in a different place, but everything else is the same. That is, except for a sticker that is placed in front of every seat at sitting-eye level. It is a yellow horizontal rectangle with filleted corners. The top half has a blue circle in its center with an abstracted white image of a passenger wearing a seat belt. The bottom half has three lines, the topmost in the largest font size. They read in order: FASTEN SEATBELT, BOUCLEZ VOTRE, ABROCHE SU CINTURON. Of course, this also means that there are seatbelts for each seat. There is also a panel above each couple of seats with air vents, a speaker, five buttons, and individual lighting (which is why I can write at night).

I can’t remember whether the same panel was above my previous seat.

Travelers Story (Missing)

I once wrote an illustrated story about a group of travelers. These are the illustrations, in order; you can imagine the narrative.

في حب اليابسة


البحر

يَغرق فيه الثقيل ويَضيع فيه الوحيد، لا ثبات لمادَّته ولا وضوح لقاعه، لونه انعكاس للسماء وشكله يحدده الهواء، يسحب إطاره القمر وتزيد حجمه الشمس، إذا هاج دخل اليابسة ودمَّر، يُخبئ الطعام والجواهر في بطنه فيستغل جوع الفقراء وجشع الأثرياء، يعطيهم ما أرادوا مرة ويُخيِّب أملهم مرة ويسلب حياتهم مرة، ثم يعودون، هو السكون والجمال إذا أراد استدراج البشر وهو العملاق الكاسح إذا ملَّ تطفُّلهم، لا يأمنه إلا نادم ولا يعبره إلا محظوظ، من وصل وسطه لم يرى إلا الأمواج الراقصة ومن غاص في مائه إستغرب عدد سكانه وإتساع أبعاده، تقسمه طبقات وتربطه ممرات فلا يُعرف إن كان واحدٌ أم أكثر أو إن كانت بدايته نهاية أم نهايته بداية، يا صديقي إن وقفت أمامه تفَكَّر وإن قرَّرت دخوله إحذر، فالبحر غير اليابسة.

الهواء

لونه مستور وفعله مفضوح، يغلبه الرمل حيناً و يغلب الجبال أحياناً، لا وزن له إذا هدأ ولا صوت له إذا ركد، هو امتلاء الفراغ والموجود إذا غاب الموجود، يحمل السحاب والطيور وآلات الإنسان ولكن لا يطول الوقت حتى تلاشت السحب ونزلت الطيور وتعبت آلات الإنسان، لا دوام للسابح في فضائه ولا استمرار للمحلق في أجوائه، كل طالع فيه نازل وكل نازل منه مُرغم، إذا غضب رَعَد وإذا ثار بَرَق، يهيج فيقتلع ما في الأرض من أشجار وبيوت ويرميها في السماء أو هو يجذب ما في السماء من طيور و آلات للإنسان ليسحبها إلى الأرض، يبعثر ما قد كان مرتب فتختلط الأشياء وتنحرف المسارات وتتغير الخطط، يتغلغل إلى أصغر المساحات فلا تعيقه الحوائط ويحتل أكبر الساحات فلا ترده الجيوش، يا صديقي إن وقفت أمامه تفَكَّر وإن قرَّرت صعوده إحذر، فالهواء غير اليابسة. 

اليابسة

هي محل اسقرار الأقدام والأقدار، ثابتة بين المتحركات ومتوازنة بين المتقلبات، يجري عليها الزمن ويتخطاها و هي مجودة مكانها لا تتغير، ليس لها زمن بل الزمن له يابسة يقف عليها ليحدد طريقه، هي هي منذ الأزل، تحمل الماء والسماء وكل ما وُضع عليها دون تعب، منها وعليها تبنى البيوت صداً لطغيان البحر وما تقذفه السماء، من نام عليها وجد نفسه مركز للكون السابح بأفلاكه ومجراته، يستيقظ مطمئناً بأنه على الأرض التي نام عليها ذاتها بينما تغير البحر من جنبه وتبدل الهواء من فوقه، هي الوطن دوماً و الراحل عنها مسافر، تاريخها مكتوب في صخرها وحاضرها واضح على سطحها ومستقبلها إعادة للتاريخ، النظر إليها سعادة والسجود عليها عبادة، يا صديقي إن أردت راحة في حياتك ومستقَراً لمماتك لا تسكن غير اليابسة.

I Am an Architect, and This Is My Bio


Like many people, I'm sure, I hate writing Bio paragraphs. In this instance, I decided to have some fun with it. Instead of a paragraph, I wrote a poem about what I am interested in studying as a PhD student at PennDesign. Here is the bio page. Enjoy:

I sat to write my bio when
I realized what I missed again
That writing in the ‘normal’ way
Would not include a true display
Of that on which I wish to muse
And that to show my latent views
I had to right the way I write
On architecture: unforthright

Don’t all buildings flaunt their shapes
And no two parks are clone landscapes?
So why should we be, when we voice
Thoughts on these matters, lacking voice?
Do we think that who is best, is
Idiosyncratically repressed?
Repeating what was prior said
Under that copied letterhead

What I suggest? We break the norm
In genre, format, and in form:
Novels, poems, plays, and songs
Readings, dances, and sing-alongs
Scrapbooks, films, and fairy tales
Memoirs, comics, and strange details
To try new mediums and critiques
And leave behind that archi-speak

Imagine theory writ in rhyme
A metered look at space and time
Imagine choreographing code
A setback samba from the road
You might be thinking, what’s the point?
Are there not things of more import?
No, and know, this ain’t distraction
Different speech is different action!

الصوابر... ليتَ الحياة تعود فيكِ

تَصيح تِلكَ المنفية، 
الآتية من بَعيد: 
الصوابر... ليتَ الحياة تعود فيكِ، 
و لكني أخشى أنْ لا مكان لمثلكِ بيننا، 
أكُنتِ كما ظننا أم لم تكوني 
في آخر كل أحلامنا الدمار، 
و في أولها أيضاً، 
الصوابر... 
كيف تريدين العيش بيننا 
و كل ما فيكِ يناقضنا؟ 

فأنتِ... 
قديمة و نحن لا نريد أن نتذكر الماضي 
و جديدة و نحن لا يخجلنا أكثر من حاضرنا 

و أنتِ... 
قبيحة و نحن نحب بريق الألوكوبوند و ملاسته 
و رومانسية الجمال و نحن لا نستسيغ شِعرَ الخرسانة 

و أنتِ... 
كبيرة شاسعة المساحة و نحن نسعى للإقتصاد في كل شيء 
و صغيرة ناقصة و نحن لن نُضحي برفاهية أحلامنا 

و أنتِ... 
رخيصة القيمة و نحن نرى القيمة فيما فَحُشَ من الغنى 
و عالية الكلفة و نحن عاجزون عن تكاليف هُويَّتنا 

الصوابر... 
لماذا تريدين العيش بيننا؟ 
ألم نفشل في كل واجباتنا تجاهكِ؟ 
ثيابكِ لم تُغسل، 
داركِ لم تُرتَّب، 
جروحكِ لم تُطبب، 
كسوركِ لم تُجبر، 
ألم نهجركِ وقت المحنة؟ 
ألم نحرقكِ وقت الغفلة؟ 

الصوابر... 
لماذا تريدين العيش بيننا؟ 
الحياة هنا لا تطاق لمثلكِ، 
عودي كما كنتِ 
أحجارٌ و ترابٌ و غبار، 
عودي إلى الصحراء 
و نامي تحت رمالها، 
فالصَّمتُ أرحم من هجاء الأحبة. 

أو... 
إن كنتِ مصرَّة على البقاء، 
كوني مستعدة للتيه طويلاً في شوارع المدينة، 
شوارعٌ متشابكة 
لا يدلها إلا الجاهل بالاتجاهات، 
شوارعٌ كلها تؤدي إلى الإحباط، 
و لكن أيقني أن في مدينتنا 
الإحباط و النجاح رفيقان، 
كوني مستعدة لأبواق السيارات 
و تقاسيمها المترنحة بين الشماتة و الغضب، 
كوني مستعدة لمن سيطوفون حولكِ 
و نظراتهم الغارقة في الشهوة و الطمع، 
كوني مستعدة لخططِ المغفَّلين، 
خططٌ يحتاج تفسيرها إلى خطة، 
خططٌ يحتاج تطبيقها إلى خطة، 
خططٌ أشبهُ بالهذيان. 

أخيراً... 
عَزِّي نفسك بأحلام الحجر 
و اسحتضري تفاؤل الفكرة الأولى، 
تذكري ذلك البنَّاء العجوز 
مات، و أكمل عمله أبناءه 
و إذا سُئِلتي 
لماذا تريدين العيش بيننا؟ 
قولي... إن تركتُ أرضي، ما عُدْت أنا، 
و أنتم، إن تركتكم، ما عُدْتم أنتم، 
أنا لا أعيش بينكم، 
أنتم من يعيش حولي. 

الصوابر... 
ليتَ الحياة تعود فيكِ، 
و فينا.

Against Articulation: A Scientific Alternative


This is my review of the title of the upcoming conference, Black Box: Articulating Architecture's Core in the Post-Digital Era. The conference did not take place yet, so I don't know what its content will be. My concern is the title:

Some biases and assumptions are apparent in the title of this conference, Black Box: Articulating Architecture’s Core in the Post-Digital Era. The title, in itself, is a project that can be critiqued. I believe that carefully considering the implications of every single word in the title will reveal the availability of more appropriate alternatives. Finally, I will synthesize my findings in a scientific alternative title.

Black

Architecture is not a “secret profession”, as Reyner Banham described it. Architectural projects stand in the open for everyone to see. Unlike art, that often hides in museums, architecture stands on public streets. In fact, architects are known to expose structural and mechanical elements of their buildings in order to be more honest and forthcoming. Not even the meaning of architecture is a mystery. Look towards the skyline of any major city. Who owns and occupies the tallest, shiniest, and most expensive towers? Those buildings are shouting their meanings to anyone who takes a second to listen.

Don’t look to understand architecture in a dark alley. Nothing will reveal itself from the blackness. With architecture, all you need to know is out in the ’open’.

Box

Architecture is not a box, nor is it inside a box. Boxes have finite dimensions. Without opening a box, you can know exactly how much space / stuff it holds. Weighing a box will easily reveal the amount of matter it is comprised of. Boxes can be numbered, stacked, lined, organized, stored, and shipped. They are static and boring, while architecture is neither.

Architecture is similar to a ‘field’. Whether that is a field of study, a field to cross, or a field for play can be determined with each time we utter the word ‘architecture’. It extends over the terrain, undulating with the landscape, and overlapping other fields. The boundaries of a field are often messy and organic. They seep and bleed. Changing those boundaries is more a mental chore than a physical one. It takes an internal moment of imagination, and an external process of negotiation.

Articulating

‘Articulating’ means defining hard boundaries. Stressful decisions have to be made. What is inside the boundary and what is outside? Disagreements will arise. “You are outside the boundary” someone will say. “No, you are outside the boundary” another will replay. “You are both outside the boundary” a third will interject. Articulation is exclusive.

Yet, in times of stability, articulation can be done with minimal violence, and even produce some positive effects. Here, articulation is used for the practical purposes of organization. “This is your job, and this is my job”. It is not an ideological issue, but a prosaic one. To determine if this is presently appropriate, though, we should ask ourselves: are we living in times of stability? The answer is a resounding “No”. Major social, political, and technological changes have become the norm. In times of instability, such as ours, articulation is counterproductive. If we articulate architecture today, then any development that takes over the world (e.g. a revolutionary technological invention) will have to be separated from architecture. It will not be allowed to exert any influence on our field, nor will we be able to take advantage of what it offers. Once articulated, architecture becomes outdated. The only way to avoid this situation would be to immediately disown our previous act of articulation, and rearticulate architecture according to what has recently developed. In times of fast change and instability, this process will be repetitive and exhausting, a waste of time and energy.

Instead of articulating, I propose we start ‘accumulating’. We should explore other fields and pick all that is useful, bringing back as much as we can carry. Only the deluded believe that they know what the future will bring the field of architecture. The existential challenges that we will have to face are both imminent and unknown. A fence will be useless. A stockpile might help.

Architecture

Has there been a more unproductively posed question as: What is architecture? There have been innumerable answers: certain structures, a method of design, a mode of thought, a profession… etc. Although sometimes enlightening and inspiring, attempts to define architecture cannot be more than partially relevant at any given moment. Because architecture is similar to a field and not a box, it has different significances for different peoples, places, and times. Certain structures, a method of design, a mode of thought, and a profession are all architecture, and even more than that.

I suggest we shift our attention from architecture to the ‘architectural’. Let us not ask whether a structure is architecture or building. Instead, let us ask: what is architectural about it and what is not. The ‘architectural’ allows us to see the world in its complexities and contradictions. Out the window goes absolutism. The world is seen through its wholes and parts, through its distinctions and relationships, through its concentrations and gradients. The ‘architectural’ is always only part of the story, incomplete, and ephemeral. To last, it would have to be periodically reaffirmed by its constituents in an ongoing collective process.

Core

To assign a core is also to assign a periphery. A hierarchy of importance is established. The core is the main thing, and the periphery is its shadow. Predictable flow patterns are bound to emerge. Those in the periphery move towards the core, creating congestion. In the other direction flows media: information, ideologies, and instructions.

In the open field of architecture, there is no core. Instead, ‘narratives’ are woven into kites and flown over the field, their strings passing from hand to hand. Narratives can even come from other fields, fly high and low, get tangled with others, and then move on. The wind, the land, and the guiding hand, things that are in themselves not intrinsic to the field, determine to a large degree the kind of stories the kites will tell. This is how narratives are. They can rise from anywhere. Their paths are determined by their shapes, but also by their surroundings. They are consolidated but not isolated.

In

To be ‘in’ is a position of subordination. The smaller is in the larger. The part is in the whole. To say that something is ‘in’ would not suggest that it has any external influence or internal preference. It is a passive posture. A rock can sit in a field of battle, unmoving, uninterested, and unaware. Solders’ feet rush past it in vengeful assault or frantic retreat. The rock is in the middle of it all, but it takes no part. It does not even know that it is a rock until a solder picks it up and throws it with all her might.

Let us be ‘for’ instead of ‘in’. To be ‘for’ establishes two properties: a current position and an intended trajectory. This makes the act of being ‘for’ a critical one. It is in fact the most basic of critical acts. Architecture is an instrumental field. It is a field of action and happening. But nothing happens without first starting from a ‘for’ position. The architectural act is the three-dimensional line that is produced when the course of the intended trajectory is traced over the uneven terrain of the architectural field.

The

The English language’s only definite article, ‘the’, is used when referring to that which is specific, known, and at hand. For example, Le Corbusier could correctly point and say, “This is the city of tomorrow”. Today, the architectural field cannot seem to pull together enough conviction to justify the use of the definite article. Instead, we should contend ourselves with the indefinite, ‘a’ or ‘an’. For example, practices such as OMA or SANAA build dozens of models showing different options for a project. From these imperfect models, ‘an’ option is selected and executed. No one pretends that what is selected is the best or only possibility for the project, but a choice has to be made, and so it is.

Post-Digital

Defining our present moment in the architectural field by the most recent developments in digital tools would not have been considered had there been a dominant intellectual position that the majority of contemporary architects supported. Since such a project does not currently exist, we have resorted to labeling ourselves post-digital, but we should always remember that that was a due to necessity and not choice. This is not to say that there are no intellectual positions currently in the field. There are many. Some architects have embraced their capital-creating position in the capitalist economy, some are determined to build more sustainably from an ethical standpoint, others are committed to help underserved communities (e.g. informal settlements and refugees), and yes, some have decided to exploit digital imaging and fabrication tools to serve architectural purposes, but it is unreasonable to consider their practices as defining of our present times.

I see the proliferation of intellectual positions, only some of which I have just mentioned, in addition to a pervasive skepticism in architecture’s ability to operate on the world with agency as being a dominant and widespread condition in our times. Multiplicity and doubt, this is what we have in common. Therefore, I would describe our present moment as being ‘agnostic’. An agnostic is not confident enough to take a position, yet is still interested in further investigation of the subject. In other words, the agnostic still cares. Isn’t this where we are today? We are caught between the evidence not supporting the ideals that we wished were true, yet we cannot escape the seductive allure of an idea such as utopia.

Era

Eras are established in hindsight. They are the bookmarks of historians. Those who live within a certain era cannot contest the label with which their times have been stamped; they are all long dead. Today, we do not live in an era. Rather, we simply live in the ‘present’, with all the possibilities of vigorous action and literally instantaneous change the word comes with.

The present, of course, is always crawling forwards. As long as none of us approaches the speed of light, time for all of us will have a constant speed: one second per second. We are all moving at that leisurely pace. All of us together, crawling forwards in a movement coordinated with the utmost congruency. No one is out of step. It is perfectly choreographed. That sense of absolute consensus in time is what we call the ‘present’. This unity is what makes agreement in all other things possible.

A Scientific Alternative

Based on the above, I am proposing an alternative title to the conference, Open Field: Accumulating Architectural Narratives for an Agnostic Present. Just like the original title of the conference, my title has its own biases and assumptions. It is a project that can and should be critiqued. Yet, since it is the result of a process of deliberation and analysis I, inspired by Aldo Rossi, call it scientific. A similar process conducted by other people will result in a different arrangement of words and meanings. That is both expected and encouraged.